أمطار غزيرة تضرب جنوب النمسا ومخاوف من انهيار السدود
أمطار غزيرة تضرب جنوب النمسا ومخاوف من انهيار السدود
تعرضت ولاية "كارنتن" الواقعة جنوب النمسا، لعاصفة رعدية شديدة مصحوبة بهطول أمطار غزيرة، تسببت في حدوث انهيارات طينية وفيضانات غمرت المنازل وقطعت الطرق والسكك الحديدية، وأثّرت على حركة المعابر الحدودية إلى سلوفينيا، وأثارت مخاوف شديدة من انهيار السدود بالولاية.
وأصدر المعهد النمساوي لعلوم المناخ والأرصاد الجوية، أعلى مستوى تحذير باللون الأحمر في عدة مدن بولاية "كارنتن"، بسبب هطول الأمطار الغزيرة، التي توقع استمرارها حتى مساء اليوم السبت، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وانتشرت عناصر من الجيش لمساعدة قوات الدفاع المدني ورجال الإطفاء والمتطوعين في ولاية "كارنتن"، وتم خفض مستوى المياه في خزان "فولكرماركت" خوفاً من فيضانه، وإخلاء 70 منزلاً في مدينة "سانت بول" تحسباً من انهيار أحد السدود، فيما حذرت إدارة الولاية من تعرض منطقة "فيكترينج" لخطر الفيضان في حال انهيار سد المدينة، بسبب تراكم كميات المياه بشكل كبير.
وأفاد معهد الأرصاد الجوية، بأن عدة مدن في الولاية، الواقعة على الحدود السلوفينية، تعرضت لهطول أمطار غزيرة بلغت كميتها نحو 200 لتر لكل متر مربع في غضون 24 ساعة، بمنطقة "لويبل باس"، موضحا أنها تعادل كمية الأمطار التي تسقط على المنطقة في شهر كامل، في حين توقعت الجهات المعنية تكبد خسائر مادية تبلغ نحو 10 ملايين يورو في شهر يوليو بسبب العواصف.
وطلب عمدة مدينة "بلايبورج"، من السكان البقاء في الطوابق العليا بالمنازل وعدم الخروج إلا لأسباب ضرورية حفاظاً على سلامتهم، وتجنب الاقتراب من الجسور والأنهار والبحيرات، وإخراج السيارات من الأماكن الموجودة في الأقبية، وفي مدينة "فولسبيرج" طلبت البلدية من السكان غلي المياه قبل استخدامها بسبب احتمال تلوثها.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.